An article my mother worte after visiting Nablus last month (NOV 2007)
بعد عدة سنين وفجأة قررت والعائلة زيارة بلدنا المحتلة نابلس، لمشاركة أهلنا هناك بمناسبة فرح يعنينا أمره. تلك المدينة التي ولد فيها والدي وأولادي إلا إياي ....، كنا ننتظر على أحر من الجمر، رغم الحذر والمخاوف .. أن نصل مدينتنا الرابضة الراسخة بين جبلين، راسخة بما تحوي بين جبليها من ثراء عتيق وخضرة نامية وانسان ذي جذور تمتد وتمتد....
طريقنا إلى نابلس لم تكن صعبة، ولكنها طريق غريبة .. بعيدة بعض الشيء، مقفرة في بعض أجزائها وجديدة كالشرق الأوسط الجديد، تاركة العارضة والبادان اللتين هما الأجمل والأخضر والأكثر ثراء.
وعندما أشرفنا على الوصول، ظهرت أمامنا .. وكأنها تسد سماءنا وهواءنا فلا نكاد نتنفس، مستوطنة ضخمة جاثمة على أعلى الجبل، مرعبة منذرة تطل بعنف وسيطرة على المنطقة، تحول دون خفقان قلب الحنين والحب إلى حزن وانكماش وخوف.
دخلت البلد وأنا خائفة أن أرى ما رأيت في الطريق .. وكان توقعي في محله.. المدينة أكبر وأكثر عمراناً .. إلا أن نابلس الصغيرة الخضراء العتيقة التي يضمها الجبلين .. ويجعل أهلها أكثر التصاقاً وتلاحماً .. تغيرت .. نعم أنا مقتنعة أن التغيير أمر عادي وطبيعي ولازم للحداثة.
وصلنا الفندق وبلدنا لم يكن فيها فنادق إلا حديثاً .. فكل البيوت هي بيوتنا، فنحن نحل إذا أردنا حيث شئنا .. فنحن ضيوف البلدة كلها .. هذا ما نشعر به .. ألم أحدثكم عن طبيعة العلاقات الإنسانية الحميمة قبل قليل ...
الفندق صغير ومتواضع ولكنه مفعم بالمحبة والقبول ... خرجت إلى الشوارع أجوبها يمنة ويسرة .. والذكريات تتدفق كالفيلم السينمائي، هناك حنين وشوق وفرح باللقاء .. وكان الناس جميعاً تطل من النوافذ تقول "أهلين"، هذا الجو أغفلني بعض الشيء عن اتساخ البلد المؤسف وعمرانها الممتد عشوائياً لا يروق للناظر.
في الليلة الأولى استمتعنا بحفل فرح مرح ضم الأحباب والأصدقاء .. خاصة الشباب منهم الذي تركتهم أطفالاً ويافعين مجتمعين في الحاكورة .. والآن هم يشقون طريقهم بقوة وعزم في أرضهم الطيبة التي حددت وسرقت وضاقت عليهم إلا أنها عزيزة .
الليلة الأولى حفل ممتع ثلاث ساعات ضم الأهل والأحباب .
والليلة الثانية معركة ضارية استمرت من الساعة الثانية ليلاً إلى التاسعة مساءاً في اليوم الثاني، استشهد فيها شاب مقاوم، وأما الكهل والطفلة رانية البالغة من العمر ثلاث سنوات فقتلا خطأ كالعادة !! مع الاعتذار بعد القتل طبعاً !!، وجرح خمسة وعشرون شخصاً مختلفي الاصابات، كما أعتقل كثيرون .. وانتهت المعركة بنسف منزل آل الهواش واعتقال ابنيهم ... آل الهواش المعروفون بشرف المقاومة ضد الاحتلال.
لم تكد زغاريد الفرح تملأ الأجواء وتصل إلى أعلى السماء، حتى خنقتها زغاريد الحزن العميق تتخللها نواح وولوله .. على فقدان الأحبة، هذا الفقدان الوحشي والقصري المتحدي والخارق للشريعة الإلهية والإنسانية.
بعدها يختفون وتختفي كل الآثار وكأن هناك حجاب يحجب كل الأخبار عن العالم الخارجي، صمت رهيب يلف الأحداث .. وكان المخلقات من انسان وبنيان تختفي عن وجه الخليقة هكذا دون أن يلمسها أحد..يا إلهي ما هذا الأسلوب الشيطاني القمعي الدقيق التخطيط, في وجه أسلوب عفوي فوضوي مختلف التبعات والعدوات، يضل الطريق يجهل كل شيء عن المستقبل .. كل شيء إلى أين .. ومتى . وإيان
بعد عدة سنين وفجأة قررت والعائلة زيارة بلدنا المحتلة نابلس، لمشاركة أهلنا هناك بمناسبة فرح يعنينا أمره. تلك المدينة التي ولد فيها والدي وأولادي إلا إياي ....، كنا ننتظر على أحر من الجمر، رغم الحذر والمخاوف .. أن نصل مدينتنا الرابضة الراسخة بين جبلين، راسخة بما تحوي بين جبليها من ثراء عتيق وخضرة نامية وانسان ذي جذور تمتد وتمتد....
طريقنا إلى نابلس لم تكن صعبة، ولكنها طريق غريبة .. بعيدة بعض الشيء، مقفرة في بعض أجزائها وجديدة كالشرق الأوسط الجديد، تاركة العارضة والبادان اللتين هما الأجمل والأخضر والأكثر ثراء.
وعندما أشرفنا على الوصول، ظهرت أمامنا .. وكأنها تسد سماءنا وهواءنا فلا نكاد نتنفس، مستوطنة ضخمة جاثمة على أعلى الجبل، مرعبة منذرة تطل بعنف وسيطرة على المنطقة، تحول دون خفقان قلب الحنين والحب إلى حزن وانكماش وخوف.
دخلت البلد وأنا خائفة أن أرى ما رأيت في الطريق .. وكان توقعي في محله.. المدينة أكبر وأكثر عمراناً .. إلا أن نابلس الصغيرة الخضراء العتيقة التي يضمها الجبلين .. ويجعل أهلها أكثر التصاقاً وتلاحماً .. تغيرت .. نعم أنا مقتنعة أن التغيير أمر عادي وطبيعي ولازم للحداثة.
وصلنا الفندق وبلدنا لم يكن فيها فنادق إلا حديثاً .. فكل البيوت هي بيوتنا، فنحن نحل إذا أردنا حيث شئنا .. فنحن ضيوف البلدة كلها .. هذا ما نشعر به .. ألم أحدثكم عن طبيعة العلاقات الإنسانية الحميمة قبل قليل ...
الفندق صغير ومتواضع ولكنه مفعم بالمحبة والقبول ... خرجت إلى الشوارع أجوبها يمنة ويسرة .. والذكريات تتدفق كالفيلم السينمائي، هناك حنين وشوق وفرح باللقاء .. وكان الناس جميعاً تطل من النوافذ تقول "أهلين"، هذا الجو أغفلني بعض الشيء عن اتساخ البلد المؤسف وعمرانها الممتد عشوائياً لا يروق للناظر.
في الليلة الأولى استمتعنا بحفل فرح مرح ضم الأحباب والأصدقاء .. خاصة الشباب منهم الذي تركتهم أطفالاً ويافعين مجتمعين في الحاكورة .. والآن هم يشقون طريقهم بقوة وعزم في أرضهم الطيبة التي حددت وسرقت وضاقت عليهم إلا أنها عزيزة .
الليلة الأولى حفل ممتع ثلاث ساعات ضم الأهل والأحباب .
والليلة الثانية معركة ضارية استمرت من الساعة الثانية ليلاً إلى التاسعة مساءاً في اليوم الثاني، استشهد فيها شاب مقاوم، وأما الكهل والطفلة رانية البالغة من العمر ثلاث سنوات فقتلا خطأ كالعادة !! مع الاعتذار بعد القتل طبعاً !!، وجرح خمسة وعشرون شخصاً مختلفي الاصابات، كما أعتقل كثيرون .. وانتهت المعركة بنسف منزل آل الهواش واعتقال ابنيهم ... آل الهواش المعروفون بشرف المقاومة ضد الاحتلال.
لم تكد زغاريد الفرح تملأ الأجواء وتصل إلى أعلى السماء، حتى خنقتها زغاريد الحزن العميق تتخللها نواح وولوله .. على فقدان الأحبة، هذا الفقدان الوحشي والقصري المتحدي والخارق للشريعة الإلهية والإنسانية.
بعدها يختفون وتختفي كل الآثار وكأن هناك حجاب يحجب كل الأخبار عن العالم الخارجي، صمت رهيب يلف الأحداث .. وكان المخلقات من انسان وبنيان تختفي عن وجه الخليقة هكذا دون أن يلمسها أحد..يا إلهي ما هذا الأسلوب الشيطاني القمعي الدقيق التخطيط, في وجه أسلوب عفوي فوضوي مختلف التبعات والعدوات، يضل الطريق يجهل كل شيء عن المستقبل .. كل شيء إلى أين .. ومتى . وإيان
امل جردانة سجدي
Ammar Sajdi
www.realsoft-me.com
www.e-ammar.net
1 comment:
wow ! very nice post
Post a Comment